لبنان يودّع حسن نصر الله وهاشم صفي الدين وسط حشد من المشيعين (صور)

وسط حشود ضخمة قُدرت بعشرات الآلاف، شُيّع جثمان الأمين العام الراحل لحزب الله، حسن نصر الله، وخليفته هاشم صفي الدين، في موكب مهيب جاب شوارع بيروت، اليوم الأحد. 

وسار النعشان في مركبة مكشوفة محاطة بالزجاج، تتقدمهما هتافات المشيعين: "لبيك نصر الله"، في تعبير عن الولاء لمسيرتهما، وفق الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.

شهدت مراسم التشييع مشاركة وفود رسمية من 70 دولة، من بينها إيران، والعراق، واليمن، والكويت، والبحرين، وتونس، في إشارة إلى البعد الإقليمي والدولي للحزب وتأثيره في محور المقاومة.

نعيم قاسم: النصر حتمي

خلال مراسم التشييع، ألقى الأمين العام الجديد للحزب نعيم قاسم خطابًا مؤثرًا استعرض فيه مناقب نصر الله وصفي الدين، مؤكدًا أن "النصر النهائي حتمي، وإن تأخر بسبب قلة المواجهة". 

وأضاف: "نحن مستمرون على خيار المقاومة، وسنظل أوفياء للعهد الذي قطعناه مع القادة الشهداء".

وشدد قاسم على أن وقف إطلاق النار مع إسرائيل، في هذه المرحلة، يعتبر "نقطة قوة"، محذرًا من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية التي وصفها بـ"العدوان الصريح" على الداخل اللبناني.

إيران تعلن التزامها بدعم المقاومة

نقل مجتبى حسيني، ممثل المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في العراق، رسالة دعم من طهران أكد فيها على مواصلة المقاومة ضد إسرائيل، مشيرًا إلى أن دعم حزب الله سيظل ثابتًا في إطار الصراع الإقليمي القائم.

وفي خطابه، أكد قاسم أن الحزب سيواصل دعم القضية الفلسطينية، قائلاً: "فلسطين حق، ومعركة إسناد غزة جزء من إيماننا بتحرير الأرض".

كما وجه رسالة حادة إلى الولايات المتحدة، مشددًا: "لن نسمح لأمريكا بالتحكم في لبنان، وسنواجه أي تدخل في شؤوننا الداخلية".

تعهد بمواصلة المسيرة

تعهّد قاسم، خلال كلمته، باستمرار الحزب في السير على نهج القادة الراحلين، حتى في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير: "سنحفظ وصيتك، وسنكمل هذا الطريق ولو قُتلنا جميعًا ودُمرت بيوتنا فوق رؤوسنا".

تأتي هذه المراسم في ظل تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل، خاصة بعد الغارتين الإسرائيليتين الأخيرتين على جنوب لبنان، وسط تحذيرات من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة عسكرية شاملة قد تعيد المنطقة إلى مربع الحرب المفتوحة.